رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن رفض مبارك التنحي وتفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان أجهض فرحة المصريين الذين كانوا يستعدون للفرح والابتهاج اليوم في "جمعة الزحف" بتنحيه، إلا أنه ربما يتحول إلى حمام دم.
وفي مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية بعددها الصادر اليوم الجمعة قال فيسك: "إن مبارك حاول دون مصداقية تهدئة شعبه الحانق بتعهد بالتحقيق في مقتل معارضيه فيما أسماه الأحداث المأساوية، غير واع على ما يبدو بالغضب العارم ضد نظامه الديكتاتوري وثلاثة عقود من الفساد والوحشية والقمع".
واعتبر الكاتب أن إصدار الجيش بيانا قبيل الخطاب وعقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي بدون الرئيس مبارك كان نوعا من الانقلاب العسكري، وإثر ذلك تم الترويج للخطاب من قبل أصدقاء مبارك وخصومه على أنه سيكون خطاب التنحي وهو ما لم يحدث.
وأوضح المقال الذي جاء بعنوان "مبارك يتشبث بالسلطة، ما الذي سيحدث الآن؟" إنه في ظل الغضب العارم الذي يعيشه الشعب بعد خطاب مبارك فقد يكون الجيش عاجز اليوم عن ضمان سلامة الأمة، لأنه لن يكون يوما من الفرح والابتهاج والفوز، ولكن حمام دم محتمل، لأنه قد تحدث اشتباكات بين المؤيدين للنظام وهم قلة والمعارضين.
وأشار المقال إلى أن وزير الإعلام المصري أنس الفقي هو الوحيد تقريبا الذي ظل يؤكد حتى آخر لحظة أن مبارك لن يتنحى، ويتساءل فيسك في مقاله هل كان تفويض مبارك لسليمان نصرا أم انقلابا عسكريا وهل يكتب لمصر أن تكون حرة؟.
ويقول فيسك في مقاله إن إصرار الجيش على رحيل مبارك أمر خطير، ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه من غير المرجح أن يتمكن الجيش أو سليمان من مواجهة المظاهرات المزمع إجراؤها اليوم الجمعة.